طليقى العزيز "أ.ز.م".. تحية طيبة ، أرسلها لك و أنا أستمتع بفجر يوم جديد تشرق شمسه على حياتى جالسة بشرفة منزلى... بالتأكيد مازلت تذكرها؟...فهى شهدت الكثير من الذكريات على مدار السنوات الماضية ، شهدت وعدك و عهدك الذى أبرمته لى قبل دقائق من كتب كتابنا بأن زيجتنا هى زيجة العمر و لا يستطيع بشر أو شئ يجعلك تبتعد أو تتخلى عنى !




أقسمت ألا تعرف لكلمة الطلاق طريق فأستنكرت على كيف أفكر فيه و أنا بالنسبة لك حب العمر الذى وجدته !

أنا الآن أشكر الله و أحمده على طلاقى.. ممتنة لله الذى أيقظنى من غفلتى و كشف لى المستور!

ممتنة لنقضك الوعد و العهد ممتنة لحنثك بميثاق الله الغليظ...راضية جدا بما قسمه الله لى و ممتنة لقدره الذى أغدقه على بكرمه

و لأنى مؤمنة جدا بكون من لم يشكر الناس لا يشكر الله فوجب الشكر و الامتنان ...

طليقى العزيز .. شكرا .. للتواصل ادخل هنا




فأقر بكامل تصالحى الداخلى و سلامى الروحى و النفسى و القلبى و العقلى بأنى ممتنة و بشدة لك و مديونة لك بسعادتى الحالية... بل و مديونة لأهلك الأعزاء و لزوجتك بل و لكل المقربات منك أيضا ... فكل منهم كان له دوره على خروجك من حياتى و بخنوعك وإنصياعك التام لهم رسمتوا لى خطوات الفرج و النجاة

ممتنة لوالدتك العزيزة التى أخبرتنى برفضها لطلاقنا... التى أخبرتنى برغبتها فى عودتنا...التى أخبرتنى أنك جعلتها كمرسال بينى و بينك و أرسلت معها كلماتك الرقيقة التى تعبر فيها عن حبك لى و تمسكك بى و رغبتك فى بدء حياتنا من جديد!!!

ممتنة لعدم قدرتى على تصديقكم ممتنة لجمودى معكم ممتنة لعدم تجاوبى هذه المرة مع مشاعرك و مشاعر والدتك.

ممتنة و بشدة جدا جدا جدا لأحد المقربين من عائلتك الكريمة و الذى سعى للوقوف بجانبى و حذرنى كثيرا و عمل على حمايتى ووفانى بالكثير من المعلومات التى تجعلنى أسجد شكرا لله لبعدك عنى.

ممتنة لإحدى المقربات من عائلتك و التى أفطنتنى أيضا عما كنت أغفل عنه.

ممتنة للمقربات منك فكل منهن تواصلن معى و سردوا لى قصصهن معك فأدركت أن الواقع فى أحيان كثيرة يفوق الخيال.

ممتنة لمن إنصعت أنت له على الرغم من إنه حلل لنفسه من قبلك ما حرمه عليك !

أحبكم جميعا و أذكركم فى دعائى و أحدث الله عنكم أشكره و أرجوه أن يجازيكم خيرا بمثل عملكم و أن يجعل لكم مما قدمتوه لى نصيب عاجلا و ليس اجلا

فعندما اجتمعوا من اجتمعوا على كلمة خراب بيتى و قمت أنت بتنفيذها غيابيا بدون علمى سخركم الله دون أن تدروا لإعمار حياتى

أراد الله أن يبدلنى خيرا و أن يرينى حكمته و عجائب قدرته فجعلك تختفى كالبرق من حياتى لتمطر سمائى من خيرات الله

كنت المنع الذى سبق العطاء ولأنى قدرت النعمة و أيقنت بلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فلن أسعى لاستردادك بل تركتك و أنفقتك و تصدقت بك على من يحتاجك فزادنى الله من نعمه و فتح لى فتحا مبينا و رزقنى من حيث لا أعلم و لا أحتسب.

كنت أنت العسر بين يسرين فجاء اليسر و أعطانى ربى فرضيت .

كنت الظلام الذى إشتد و سبق النور فمن الله على بنور البصيرة و حسنة الدنيا .

وجودك بحياتى السنين السابقة جعلها السنين العجاف التى مهدت لعام الرخاء فأزهرت نفسى و روحى و فاح قلبى بالعطر بعد ذبول دام سنوات...

ممتنة لك لأن رحيلك جعلنى لله أقرب فكنت أنت المعصية التى سبقت التوبة و كنت ظلم النفس الذى سبق الإقرار بالذنب فنجانى الله من الظلمات .

كنت النار التى أدت للنضج و تحولت بعدها لبردا و سلاما...فكنت الخوف الذى سبق الأمان و الطمأنينة.

ممتنة لكونك الركود و خروجك من حياتى حرك المياه الراكدة فكنت الفشل الذى سبق النجاح فعندما أخرتنى و رجعت بى خطوات للوراء و تركتنى دفعتنى بقوة دفع مماثلة للأمام.

شكرا لأن بدونك لن أستطيع أكون على ما هو أنا عليه الآن...شكرا لأنك كنت الصخب الذى سبق هدوئى و كنت الضعف الذى سبق القوة و كنت الملل الذى سبق الشغف... ممتنة لكونك اللامعنى فجعلتنى أبحث عن المعنى ووجدته الحمدالله.

ممتنة لله الذى وضعك فى طريقى كعثرة ليتغير مسارى و أجد الطريق.

ممتنة لك لعدم إعطائى حقوقى فجعلتنى أكثر صلابة و أكثر فهما...علمتنى أنا هناك فرق بين العفو و التسامح و بين التهاون فى الحق.

ممتنة لكل تنازلاتى لكل تضحياتى ممتنة لكل عطائى المادى و المعنوى والذى قابلته أنت بالمنع و الشح فعلمتنى أن أستمر و ألا أندم فرسخت بداخلى أن اليد العليا خير من اليد السفلى.

ممتنة لكونك المحنة التى أخرجت المنحة.

ممتنة لرهانى عليك الخسران .. ممتنة لكونى تسنيم

تسنيم التى شفيت منك و تعافت فالحمدلله الذى عفانى مما ابتلى به غيرى.

تسنيم القادرة على حكى سر ما جرى بمنتهى الأريحية و هى ترتشف قهوة الصباح تستمتع بسلامها النفسى فى شرفة منزلها و تسرد تفاصيل ماضيها لتكون عبرة أمل لغيرها .

ممتنة لكونك راهنت على إنكسارى فخذلتك عندما تخلصت من طاقة ما مضى السلبية ، و عودت لنفسى و لسابق عهدى طاقة إيجابية متجددة لا تفنى و لكن تتحول من صورة إلى صورة أخرى إلى أن وصلت لأبهى صورى الآن بفضل الله و نعمته.

ممتنة لأنك كنت جسر نقلنى لمرحلة جديدة و أفسحت المجال لأناس جدد أيضا... يحتلون الآن روحى و يملكون قلبى... أناس هم أولى بى و أولى بسعادتى

أنا الآن بدأت من جديد ... فالحمدلله الذى بفضله و بعزته و نعمته و جلاله و رحمته تتم الصالحات.

خالص محبتى لك و لعائلتك و لزوجتك و لكل المقربين و المقربات منك...

خالص تمنياتى لكم بأن تنعموا بالراحة و السكينة و السلام.

منقول من "ت.م.ع"
معلومات عن التدوينة للإبلاغ عن رابط معطوب ( اضغط هنا ) للإبلاغ عن رابط معطوب ( اضغط هنا ) جميع الحقوق محفوظة ( إتفاقية نقل ونشر المحتوى )
 
Top