أهلاً بكم في " زواج مطلقات " إن العلاقة الزوجية تكاملية في ظل المودة والرحمة، وعندما يصل الطرفان إلى طريق مغلق تنكسر فيه المعاني التي من أجلها بنيت عليه تلك العلاقة لا يعني لك نهاية العالم!، وهنا تتجلى حكمة الشارع في الطلاق حتى يعطي فرصة للطرفين للبدء بصفحة جديدة لجبر ما انكسر، وتعطي انطباعا بأن الحياة لن تتوقف عند هذا الحد "الطلاق..بداية لحياة جديدة"

الكل في الحي يعرفها بصمودها وقصة وقوفها بجوار ابنها حتى استطاعت توفير حياة كريمة بعد أن طلقها زوجها وتخلى عنها لهثا وراء ملذاته الشخصية.. إنها السيدة سميرة السيد محمد أو كما يحلو لها أن يناديها الآخرون بأم هاني.
فهذه السيدة رغم أنها لم تنل إلا قسطا ضئيلا من التعليم فإنها أدركت أن البكاء على اللبن المسكوب لن يجدي وبدلا من أن تظل -كغيرها- تبكي على زوج أناني رأت أن تكون أكثر عملية فدخلت معترك الحياة سعيا وراء لقمة العيش ضاربة بالنظرة الشرقية المشينة -التي دائما ما تلتصق بالمطلقة- عرض الحائط.
"قصة هذه السيدة تستحق أن نقف أمامها نأخذ منها العبرة ونتعرف على أهم الوسائل التي ساعدتها على النجاح".



نوال 27 سنه مطلقه بدون أطفال تبحث عن زواج رومانسي

للتواصل اعمل مشاركة فقط واستنظر رسالة على الخاص للتوصل 

شات واتساب فايبر لاين موبايل ايميل

كل المعلومات عني هنا


عايزه صديق محترم ويخاف عليا لو موجود اضغط عالموقع وتعال 

شوف صور من هنااا 


تبدأ قصة سميرة مع المعاناة منذ اليوم الذي قرر فيه والدها أن يخرجها من الدراسة ولم تكن قد تجاوزت المرحلة الابتدائية وذلك لعدم قدرته على الإنفاق على متطلبات الدراسة. وقتها أحست رغم صغر سنها أن هذا اليوم سيكون هو بداية رحلتها مع المعاناة فقد كان أول صدمة تتلقاها في حياتها وقد صدق حدسها فبعد 4 سنوات من خروجها من الدراسة ولا يزال عمرها 14 عاما ارتكب معها والدها خطأ آخر لا يقل فداحة عن الخطأ الأول فقد زوجها من رجل يكبرها بـ23 عاما لتبدأ رحلة أخرى من المعاناة في حياة زوجية تحمل بداياتها أولى مقومات فشلها لفارق السن الكبير بين الزوج والزوجة.
أول القصيدة:


للتواصل اعمل مشاركة فقط واستنظر رسالة على الخاص للتوصل 

عايزه صديق محترم ويخاف عليا لو موجود اضغط عالموقع وتعال 

للتواصل على الخاص جدا


شات واتساب فايبر لاين موبايل ايميل

ورغم إحساس سميرة بأن هذا الفارق الكبير سيجعل هناك صعوبة في التواصل مع زوجها، فإنها رأت ضرورة أن تبذل أقصى جهدها في سبيل إنجاح هذه الحياة الزوجية لعل إحساسها يكون كاذبا، ولكن -للأسف- لم يمهلها زوجها لكي يتمكن إحساس إمكانية نجاح الحياة الزوجية من نفسها فقد كانت البدايات غير مشجعة أو كما يقولون -أول القصيدة كفر.
فبعد أسبوع واحد من بداية حياتها الزوجية لاحظت أنه دائم السهر بالخارج حتى وقت متأخر من الليل وهو ما كان يؤثر على انتظامه في عمله؛ حيث كان يعمل بإحدى المصالح الحكومية، ولذلك كان دائما ما يحصل على راتبه منقوصا النصف تقريبا وأحيانا يزيد على ذلك.
إضافة إلى ذلك لم يكن ينفق من هذا الراتب المنقوص على بيته سوى أقل القليل ويحتفظ بالجانب الأكبر لإشباع ملذاته الشخصية على المقاهي والكافيتريات. وبالطبع لم يكن ذلك الراتب يكفيه فكان يلجأ للاستدانة التي تأتي في الشهر التالي على حساب المبلغ الضئيل الذي كان ينفقه على بيته.
تتحدث سميرة عن نفسها قائلة: لم أكد أفيق من هذه الصدمة المبكرة التي تلقيتها بصبر رغم صغر سني حتى بادرني زوجي -سامحه الله- بصدمات متلاحقة. فلم يكفيه هذا الضيق المادي الذي وضعنا فيه بسبب أنانيته، بل بدأ يمارس معي أقصى درجات العنف المادي والمعنوي الذي يمكن أن يمارسه زوج مع زوجته لدرجة أن هذا العنف كان أحيانا ما يتعدى حدود حوائط المنزل ليمارسه معي في الشارع أمام المارة والجيران.
هذا بالإضافة إلى سيل السباب والشتائم التي أصبحت وجبة دائمة أتلقاها صباحا ومساء بعضها ينال من شخصي والبعض الآخر ينال من عائلتي. كما بدأ ينقل سهراته الخارجية مع أصدقاء السوء إلى داخل المنزل وكأنه كان يقول لنفسه: "ولماذا تستريح زوجتي بعضا من الوقت عندما أكون بالخارج؟ لماذا لا أجعل عذابها متواصلا!" فقد كنت أشعر أنه يتلذذ بعذابي وإيذائي يقينا بأني لن أستطيع ترك المنزل أو طلب الانفصال لأن أسرتي التي زوجتني كي تخفف عن كاهل مسئولياتها واحدا لن تكون مستعدة لاستقبال هذا الواحد من جديد.
معادلة صعبة:
هذه الصدمات المتلاحقة التي تلقيتها كانت كفيلة أن تنزع الأمل بداخلي في إمكانية استمرار هذه الحياة الزوجية ولذلك كان لزاما على أن أطلب الانفصال مهما كانت العواقب، لدرجة أنني قلت لنفسي لو اضطررت إلى العمل كخادمة بالمنازل حتى أجد مأوى فسيكون ذلك أفضل عندي من زوج يتلذذ بإيذائي وتعذيبي.
وبالفعل أخذت القرار وعزمت على تنفيذه، إلا أن القدر شاء أن يعطل تنفيذ هذا القرار فقد شعرت ببعض أعراض الحمل وعندما ذهبت إلى الطبيب تأكدت من أني حامل. وهنا أصبحت أمام معادلة صعبة وهي إما أن أعقد العزم على تنفيذ قرار طلب الانفصال رغم التأثير السلبي لذلك على طفلي أو طفلتي القادمة أو أن أستمر في هذه الحياة أملا أن يساهم المولود القادم في تغيير أسلوب حياة الزوج.
اختار قلب الأم الاختيار الثاني لعله يكون طوق النجاة من الأمواج العاتية لهذه الحياة الزوجية.
مرت شهور الحمل صعبة وطويلة على سميرة وكأنها دهر، فقد كانت على موعد يومي مع الإهانات ولكنها كانت تمني نفسها بزوال الغمة مع ولادة المولود. ولكن كالعادة لم يمهلها زوجها أن تتشبث بهذا الأمل وكان رده سريعا جدا، ففي يوم أن شعرت بآلام الوضع كان زوجها كعادته خارج المنزل فأرسلت إليه من يخبره بأن زوجته تعاني آلام الوضع فكان رد فعله في منتهى الاستهتار واللامبالاة ولم يعر هذا الخبر أي اهتمام لدرجة أن أحد الجيران هو الذي نقل زوجته إلى المستشفى لتضع مولودها "هاني".
ترتيب الأوراق:
كان هذا الموقف من زوجها جديرا بأن يفقدها كل أمل في استمرار الحياة الزوجية، لذلك أخذت على نفسها عهدا بأن يكون الانفصال هو طلبها الأول عندما تغادر المستشفى إلى منزلها، وقد أعطاها زوجها المبرر القوى لذلك عندما استقبلها في أول أيامها بالمنزل مع مولودها هاني بعين العنف الذي طالما ذاقت أصنافا متعددة منه طيلة حياتها معه.
لم يبخل زوجها -على غير عادته- بتلبية طلب الطلاق وكان رده سريعا وعندئذ تأكدت سميرة أن هذا الزوج بلغت عنده الأنانية مداها لدرجة أنه بدأ يشعر أن هذا المولود يشكل عبئا ماديا يريد أن يتنصل منه.
مع الانفصال بدأت سميرة مرحلة جديدة في حياتها. كان مطلوبا منها خلالها أن تهيئ نفسها للتكيف مع واقع يفترض -دائما- أن المرأة المطلقة مذنبة وهو واقع تنفرد به المرأة في العالم العربي، هذا فضلا عن ضرورة البحث عن مأوى مناسب ومورد رزق يغنيها عن انتظار الحصول على نفقة من زوجها عن طريق المحاكم التي تأخذ وقتا طويلا للحكم في مثل هذه القضايا.
فاستطاعت سميرة بمساعدة أحد الجيران الذي تعاطف مع قصتها أن تستأجر حجرة في إحدى العمارات السكنية بشبرا الخيمة بمحافظة القاهرة الكبرى، كما ساعدها هذا الجار -أيضا- في الحصول على عمل "كعاملة" بمصنع بشبرا الخيمة.
انفراجة :
شعرت سميرة -رغم ضعف الأجر الذي تحصل عليه من المصنع- أن ثمة انفراجة بدأت تحدث في حياتها. فهذا الوضع على الأقل إن لم يكن وضعا أمثل فهو أفضل من العيش مع زوج يتلذذ بعذابها، ولكن ما كان يؤرقها -حقا- هو نظرة الآخرين لها باعتبارها سيدة مطلقة وتقيم بمفردها، ورغم محاولتها تجاهل هذه النظرة فإنها كانت -دائما- تطاردها أينما ذهبت.
ولكن يبدو أن السعادة بدأت تعرف الطريق إلى سميرة. ففي أحد الأيام التي كانت تجلس فيها مهمومة بنظرة المجتمع لها وكانت قد بلغت مداها، وقعت عينها على صفحة من صفحات جريدة الأهرام ليوم 21 يوليو 2003 حيث كانت تقضي بعض متطلباتها من السوق ووضع البائع هذه المتطلبات في تلك الورقة التي وجدت فيها سميرة ذاتها، فقد كانت تحتوي هذه الورقة على تحقيق صحفي يقول إن محافظة القليوبية بالتعاون مع جمعية المرأة للتنمية الأسرية "حياتي" قامت بإنشاء مشروع لرعاية المرأة المعيلة وخاصة المطلقة.
وهذا المشروع عبارة عن استضافة المرأة المعيلة وأسرتها وأطفالها في مجمع سكني تم إنشاؤه وفرشه على مستوى جيد. وبجوار هذا المجمع يوجد مركز طبي لرعاية المطلقة وأسرتها ومركز ثقافي اجتماعي يتم داخله تأهيل المرأة نفسيا واجتماعيا للتعايش مع المجتمع في ظل ظروفها الجديدة والتأكيد خلاله على أن الطلاق شرعه الله حتى يكون وسيلة لإنهاء حياة زوجية شاءت الظروف أن تكون غير موفقة، فلماذا يحرمه المجتمع؟!.
كما يتم داخل المركز تعليم المطلقة كيف تتعامل مع أبنائها بعد الطلاق وتحافظ عليهم من التمزق النفسي وكيف تزيل من داخلها الإحساس بالنقص.
وفوق كل ذلك يتم تدريب السيدة على حرفة تدر لها دخلا وتمنح في نهاية البرنامج الذي يستمر لمدة عام قرضا يساعدها على ممارسة الحرفة التي تدربت عليها، وجدت سميرة في هذا المشروع ضالتها فهو يساعدها من ناحية على التزود بأفكار تحارب بها نظرة المجتمع للمطلقة، ومن ناحية أخرى يوفر لها سكنا صحيا مناسبا لمدة عام وقرضا يساعدها على إنشاء مشروع إنتاجي يدر لها دخلا.
وتقدمت سميرة بالفعل للاشتراك في هذا المشروع وانتهى العام وحصلت على قرض أنشأت به مشروعا صغيرا للتفصيل والخياطة وهي تعيش -حاليا- في منزل صغير مكون من حجرتين وصالة استطاعت توفير إيجاره من مشروعها الصغير الذي مضت فيه قدما ضاربة عرض الحائط بنظرة المجتمع للمطلقة.
ساعدها على ذلك ثقتها بنفسها التي دعمت بشكل كبير خلال العام الذي قضته في برنامج تأهيل المطلقة، وكل ما تتمناه سميرة أن يوفقها الله في تربية ابنها هاني وأن تستطيع أن تكمل رسالتها معه حتى يحقق حلمها في أن يصل إلى المرحلة الجامعية لتكون حياته أيسر بكثير ولا يواجهه نفس الصعوبات التي واجهتها.
من خلال ما سبق يمكننا أن نخرج من قصة "أم هاني" بأن فارق السن الكبير بين الزوج والزوجة يمكن أن يكون أحد أهم أسباب الفشل، وأن الإنسان ينبغي دائما أن يتمسك بالأمل الذي يكون مستمدا من ثقة الإنسان بأن الله يقف دائما مع صاحب الحق.
وأخيرا، عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فقد كان طلاق أم هاني الذي ينظر له على أنه شر هو نقطة انطلاقها نحو تنمية ذاتها وتربية ابنها الذي لم يكن من الممكن أن ينشأ نشأة صحيحة في البيئة السيئة التي كان دائما ما يحرص الزوج على خلقها.


معلومات عن التدوينة ،،، للإبلاغ عن رابط معطوب ( اضغط هنا ) للإبلاغ عن رابط معطوب ( اضغط هنا ) جميع الحقوق محفوظة ( إتفاقية نقل ونشر المحتوى )
 
Top